أحمد السويلم يكتب .. كيف يتلافى #النصر الخسارة من #الهلال

لا يمكن تخيل حال أفراد الفريق النصراوي خلال هذه الساعات التي تقرأ فيها هذا المقال، فالخروج من البطولة الآسيوية في دوري المجموعات وأمام جماهيرك أمراً ليس سهلاً، والأسوأ الخروج بسجل غير مقبول لفريق يتصدر واحدة من أقوى البطولات في القارة، ففي ست مباريات آسيوية نجح النصر بالفوز في اثنتين منها فقط، هذا الأجواء ستزيد الأمر سوءًا والفريق يلاقي جاره التقليدي مساء الأحد في مواجهة قد تتسبب في خسارة الدوري.
سيناريو ماحصل للنصر الآن حدث بشكل مشابه للجار الأزرق، ففي مايو من العام 2004 خاص الفريق الهلالي مواجهة هامة أمام الشارقة الإماراتي في دوري المجموعات عندما كان نظامها يقتضي تأهل المتصدر فقط للدور الثاني، خاض الهلال المواجهة بأجواء احتفالية شبيهة بما حدثت للنصر، وخسر اللقاء بصورة دراماتيكية لن تنسى بخمسة أهداف مقابل هدفين، وتسبب الخروج الأزرق في حالة غضب جماهيري وشرفي أولاً لأنها خروج آسيوي وثانياً لأنها كانت بالخمسة، بعدها بأربعة أيام كان على الفريق أن يعود لاستقبال الأهلي في الرياض بمواجهة في المربع الذهبي لكن الحال السيئة استمرت وخسر المباراة بخمسة أهداف مقابل أهداف ليكون شهر مايو في ذلك العام شهراً لن يمسح من ذاكرة الهلاليين.
في النصر من المؤكد أن التعليمات إنهالت على اللاعبين من الجهازين الفني والإداري بعد المباراة مباشرة، وربما استمعوا للكلمات المتوقعة في الباص الذي أقلهم لمقر النادي، انسوا ماحدث واعتبروه من الماضي، هذا تصرف طبيعي وسيسمعه اللاعبون ألف مرة يدخل من أذن ويخرج من الأخرى، كرة القدم ليست رياضيات تملي معادلتها ثم ترى نتيجتها مباشرة، العامل النفسي فيها مؤثر وقد يكون في أحايين كثيرة أكثر من العامل الفني واللياقي.
ماذا ستفعل لو كنت رئيساً للنصر؟ أمامك مواجهة مفصلية وفوق ذلك هي أمام غريمك التقليدي المنتشى بانتصاراته المتتالية واستقراره الفني والنفسي، والمؤشرات تمنحه التفوق قياساً بحالة لاعبيك النفسية إضافة إلى تأثر جماهيرك وغيابهم المتوقع.
يجب إحداث هزة أو على الأقل تقديم شيء استثنائي، فاستمرار التدريب في مقر النادي ثم معسكر المباراة يعني بقاء الأمور كما هي عليه، بل حتى الاندفاع الإداري لم يتغير، فالرئيس أعلن خصم 50% من مرتب المحترف (فابيان) بعد أقل من ساعة على الحادثة بينما كان يمكنه أن يخرج بدبلوماسية مؤكداً أن النادي سيرجع للائحة العقوبات مثلاً بدلاً من تصعيب الأمور وصب المزيد من الزيت على النار، لن يصفق أحداُ مشيداً بحزم النادي السريع فالخروج المر سيكون هو الحدث الأكبر.
صحيح أن الوقت الذي يسبق مواجهة الهلال المصيرية ضيق، ولو كنت مكان رئيس النصر لقررت زيادة معسكر المباراة اعتباراً من اليوم والخروج بالفريق خارج مقر النادي حتى ولو كان في استراحة كبيرة خارج أسوار الرياض، تبعد اللاعبين كلياً عن الأحداث ووسائل الإعلام وتفرغ طاقتهم السلبية المتأثرة بالخروج، وإن لم تخني الذاكرة فقد كان لفريق الشباب تجربة مشابهة إبان رئاسة خالد البلطان قبل كأس الأبطال 2009 وقتها فاز الشباب على الاتحاد في النهائي 4/0.
المهمة سهلة هذه المرة على الهلاليين لمصالحة جماهيرهم بإبعاد الغريم عن اللقب، وصعبة على النصراويين الذين إن تجاوزوها فستكون تمهيداً لهم بحصد بطولتين وليست بطولة واحدة، لأن التفوق في الديربي سيزيد من فرص الانتصار في نهائي كأس الملك الذي يترقب النصر خوضه مع الهلال أو الاتحاد.
نقلاً عن العربية.نت