الزين في زين

في ليلة التتويج لـ “عريس زين”، كثرت البشوت والشخصيات وغاب التنظيم، ربما لأن الجهة الموكلة به غير واضحة، هل هي رابطة دوري المحترفين أم الاتحاد السعودي لكرة القدم، أم هما معا، أم الأشخاص لا الأدوار، كما هي عادتنا في كل شؤون حياتنا، التي يقودها أشخاص هم النظام بعينه، وليسوا حراسه.
أقدر كثيرا الاجتهاد الذي تظهره رابطة المحترفين في كل الأمور التي تسند إليها، وشخصيا أعول على أفرادها في تحقيق كثير من الأمنيات والأحلام في المستقبل القريب.
وللعزيز محمد النويصر أسوق بعض الاقتراحات آملا أن أكون مفيدا – كما أزعم – أولها، أن يتم تسليم الكأس لقائد الفريق فقط في المباراة الأخيرة للدوري، وتكون هناك ليلة أخرى تسمى “ختام زين” تنظم على مسرح ما، وما أكثر المسارح لدينا التي يكسوها الغبار وتعشش فيها العناكب، بدءا من مسرح التلفزيون ونهاية بمسارح المراكز الثقافية في مدن البلاد.
في ليلة زين المقترحة، أوصي بأن يكون هناك جوائز فردية وجماعية تخلق نوعا من التنافس المحمود بين اللاعبين والأندية، وهو أحد أدوار الرابطة – كما أفهم – يستهدف تكريم أفضل لاعب في الموسم، وحارس ومدرب ولاعب صاعد وهداف الدوري، والفريق المثالي، وتوزع فيها الميداليات على الفرق الثلاثة المتوجة، على أن تعلن معايير واضحة لاختيار الفائزين منذ بداية الموسم.
ولأننا نبحث عن الزين لـ “زين” في الموسم المقبل، فأرجو أن يعيد النويصر وفريقه المحترم في الرابطة، النظر في نظام الهبوط والصعود، وعليه، أقترح أن يتم زيادة عدد الفرق الهابطة إلى الدرجة الأدنى إلى ثلاثة فرق بدلا عن اثنين، أما لماذا؟ فلأن فرق الدوري أصبحت أربعة عشر فريقا، الثمانية الأوائل تلعب لطموحات متعددة، منها البطولة ودوري الأبطال ودوري آسيا، والاثنان الأخيران يصارعان على البقاء، أما الأربعة التي تعلوهما فلا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، وزيادة الهابطين إلى ثلاثة سيزيد من حدة المنافسة في المراكز الدنيا، إضافة إلى أن فرق دوري الدرجة الأولى أصبحت 16 فريقا منذ أعوام، و16 فريقا تتصارع على ورقتي صعود فقط، فيه ظلم وإجحاف كبير في ظني، ومنحها ثلاثة مقاعد في الممتاز أزعم أنه سعي إلى العدل أكثر من ذي قبل.
وحتى يكتمل الزين في “زين”، أرجو أن يفكر النويصر وصديقه الجميل حافظ المدلج في خلق برامج جذابة للجماهير في المباريات، ولا أرى غضاضة في الاستفادة من تجربة رابطة المحترفين الإماراتية التي سمّت مباراة في الجولة بمباراة الأسبوع، وأوجدت على هامشها برامج ترفيهية وتوعوية وتجارية حولتها إلى مهرجان اجتذب كثيرا من الأسر لمتابعة كرة القدم.
تحقيقا لهذا، لم لا يكون أحد مطالب رابطة دوري المحترفين في الموسم المقبل، السماح للعائلات بدخول الملاعب؟ ما المانع أن يكون هناك مدرج مخصص لها، عبر مداخل خاصة ومواقف سيارات خاصة، يحضرون ويغادرون بلا مضايقات ولا هم ولا ريبة ولا هم يحزنون؟ ولا أرى في ذلك جرما أو مخالفة اجتماعية أو شرعية، الملعب مثله مثل المول، والمطار، والحديقة، والمرافق الأخرى، التي تجتمع فيها شرائح المجتمع وأجناسه لغايات مختلفة.
وللعزيز النويصر أقول خاتما الرسالة: المجددون يتعرضون دائما للرفض في البداية، ويخلدهم التاريخ في النهاية، والمفكرون يتأثر بهم المجتمع، لأنهم قادة، فكن أحد القادة يا رجل.