المقالاتمقالات الكتاب

الصندوق الأسود للنادي الأهلي

بقلم : خالد السلمي

في أنظمة الطيران المدني دوليًا ، عندما تحل كارثة طيران في أي مكانًا من العالم فإن أول كلمة نسمعها بعد إعلان الخبر هو البحث عن الصندوق الأسود للطائرة.

العثور على الصندوق الأسود (وغالبًا ما يكون لونه برتقاليًا) هو المفتاح لمعرفة أسباب حدوث هذه الكارثة وتحديد المتسبب، وفي كل الأحوال سوف يكون أحد أربعة (4) أطراف منفردين أو مجتمعين وهولاء هم 1- طاقم القيادة (إدارة مقصورة القيادة)، 2- المنتج ( مصنع الطائره )، 3- المنظم الجوي ( السلطة المسؤلة عن المجال الجوي الذي حدثت فيه الكارثة)، 4 – سوء الاحوال الجوية ( البيئة ) في معظم حوادث الطيران غالبًا ما يكون نتيجة التحقيق أن الكارثة حدثت نتيجة سلسلة من الأخطاء من أكثر من طرف وقد يكون أحد هذه الأخطاء وقع قبل إقلاع الطائرة.

ما حدث للنادي الأهلي ونتج عنه الهبوط الكارثي للنادي، لم يكن نتيجة أخطاء مباراة او مباراتين بل هو شبيه لرحلة جوية بدأت من العام 2017 وأخذت هذه الرحلة تتأرجح لأسباب عدة هي نفس الأسباب الأربعة التي لاتخرج عنها كارثة الطيران، وهنا أقصد 1-طاقم القيادة (الإدارة )، 2-المنتج (الاعبون)، 3-المنظم (اتحاد الكرة/ وزارة الرياضة)، 4 – سوء البيئة (بيئة النادي وبيئة السلطة التنظيمية).

ونحن نعيش عهد الرؤية الوعد والتي تمثل فيها تطوير رياضة الوطن أحد المستهدفات، يتوجب على السلطة المسوؤلة وأعني وزارة الرياضة الجهة الحكومية والتي بمظلتها تضمن آن أندية الوطن وإداراتها والمنظومة الرياضية لم ولن يسمح لها أن تكون سببًا في فشل تحقيق أي مستهدف من مستهدفات الرؤية.

لذلك يجب آن تبادر الوزارة وتفتح الصندوق الأسود للنادي الأهلي لتتعرف على الخطأ أو سلسلة الأخطاء التي أدت إلى هذا السقوط الكارثي.

التعرف على الأسباب التي أدت الى هذا السقوط، محاسبة المسؤولين وتصحيح أخطاء المنظومة بكل تأكيد سوف تستخلص منه الدروس كما أن ذالك سيبعث رسالة مفادها أن نجاح مستهدفات الرؤية خط أحمر لن تسمح بتجاوزه الوزارة.

الأندية الرياضية كمنشأة هي ممتلكات للدولة تم دعمها بمليارات الريالات لتحقيق أحد مستهدفات الرؤية وعدم التحقق من حسن إدارة المال العام في هذه الأندية أو أي أخطاء في منظومة العمل يجعل من اللامسؤولية مسؤولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى