مقالات الكتاب

الصيف ضيعت اللبن

يشتكي منتسبون إلى الأندية السعودية من لعب دوري أبطال آسيا على موسمين, عكس فرق شرق القارة الصفراء, التي تلعب البطولة كلها ضمن موسم محلي واحد.

ويبرر السعوديون ذلك, بأن الأدوار النهائية في البطولة تبدأ في الجولات الأولى للموسم المحلي الجديد لدينا, ما يعني أن فرقهم لم تَسّخَنْ بعد على عكس نظرائهم في الشرق, وهو قول مقبول وفيه جزء من الحقيقة إذا وافق الهوى والنتيجة, ولا يختزلها كلها, فيما يقول الآسيويون الشرقيون إن الأدوار النهائية تبدأ والإرهاق قد بلغ مبلغه من فرقهم, وإن المستفيد الأول فرق غرب القارة.

ومهما فعل اتحاد اللعبة في آسيا, لن يعدم الخاسرون المبرر, وسيجدون مَن يصدقهم ويمرر مقولاتهم ويكبرها ويضخمها, ويعلقها أمام أي فشل مقبل. ومهما حُبك النظام ستجد مستفيدين ومتضررين دائما, لأن كلا منهم يرى الأمور من زاويته الخاصة، ما يعني تبدل الأدوار بتبدل المواقع.

الآن وبعد أن تأهلت ثلاثة فرق سعودية إلى ربع نهائي دوري الأبطال الآسيوي, أعتقد أن نظام التوقف ومن ثم العودة إلى ربع النهائي في سبتمبر المقبل سيكون رحمة من الله بها, فلا الهلال قادر على المواصلة بفريقه الحالي, ولا الاتحاد, وأظن الإرهاق أخذ من الأهلي الكثير بعد موسم أخضر ناجح، حضر فيه الخُضر في كل المنافسات يطلبون البطولة وتطلبهم، وحاجتهم الآن ماسة لالتقاط الأنفاس.

بيننا والدوري السعودي شهران ونصف، وبيننا وربع نهائي آسيا أكثر من مائة يوم، وهي فترة كافية لترميم الصفوف، واستعادة الروح، والتفكير بعمق في أي قرار قبل اتخاذه، وهنا تبرز الاستفادة من أخطاء الماضي وتحويلها إلى إيجابيات في المستقبل القريب.

على الهلاليين مثلا أن يجلسوا إلى أنفسهم جلسة صفاء ووضوح، ويحاولوا الإجابة عن السؤال المعلق، لماذا أصبحت آسيا عصية على الأزرق بنسختها الحديثة بعد أن صالوا وجالوا فيها كيف شاؤوا فيما مضى، سيجدون الفرق يكمن في أن البطولة أصبحت بنظام الذهاب والإياب، ولم تعد تلعب مجمعة والحالي يخلق تكافؤ فرص بين الجميع، وأظن من الحكمة الاعتراف بأن الزعيم لا يملك هذه الثقافة في الماضي القريب، فهو يلعب كل مبارياته برغبة الفوز وفي هذا مخاطرة كبيرة في مباريات الذهاب والإياب، ولا أدل من ذلك على أن الهلال خسر الذهاب دائما وحاول أن يعوض في الإياب بعد فوات الأوان، أمام ذوب آهن حدث ذلك وأمام اتحاد جدة، وبالتعادل أمام خصوم أقل منه مثل الوحدة الإماراتي.

على الجهة الأخرى، يفاخر الاتحاديون بأن آسيا بطولتهم المفضلة، ويستدلون بحيازتها مرتين في السنوات العشر الأخيرة، والوصافة مرة والخروج من نصف النهائي في مرة أخرى وهي أرقام مشجعة على الإيمان بما يقولون، والفرق بينهم والهلال أنهم يحسبونها صح رايح جاي، لكن هذا لن يكون مفيدا دون الاعتراف بأن فريقهم الحالي أقل بكثير من المجموعة التي أجبرت الذراع الإعلامية لاتحاد القارة على وصفه بمارد آسيا.

في الأهلي، هذه هي التجربة الأولى، ولا يمكن إطلاق أحكام مسبقة، لكنها ستكشف استفادته مما حصل للآخرين، وإن كنت أعتقد أن الأخضر ستكون فرصه أقل مقارنة بنديه الآخرين.

رب ضارة نافعة، ها هو النظام الذي انتقدناه طويلا يمنح الفرق السعودية مساحة ممتازة لتعديل كل شيء، والصيف سيكون ميدانا ساخنا لإدارات الأندية السعودية الثلاثة تعد فيه فرقها وترسم برامجها وتتزود بما ينقصها، قبل أن يبدأ الصراع وتسلم الراية لرجال الميدان، إنها فرصة سانحة قبل أن يردد جمهور الخاسر: الصيف ضيعت اللبن.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. استغرب ان يقال اسيا بطولة الاتحاد المفضله

    الفريق غايب عن تحقيقها 7 سنوات يا كابتن بتال

    تكون مفضله فقط عندما يتميز في تحقيقها فقط اما المركز الثاني وما جاوره ما يأكل عيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى