الفشل منذ 2005

منذ عام 2005, ولا جديد فالخيبة والخسارة لهما موعد مع نهاية كل مسابقة، يدخلها المنتخب السعودي، على الرغم من أن اللاعبين ذوي المهارات والكفاءات الإدارية تزخر بهم أنديتنا، ومن يرد النجاح ويرغب في كسر طوق الفشل فلن يعوزه الكثير من الوقت كي يقوم على استقطابهم وتمهيد الطريق لهم, غير أن السؤال يبقى ما سبب توالي الخسائر، فيما الغير لحق بنا وتفوق علينا بمراحل؟
لا أريد الذهاب بعيداً في التأويل والبحث عن السبب الخفي؛ فالعلة باتت واضحة وجلية؛ فالمنتخب يعاني تدخلات في تشكيلته، ووضح أن هناك أيادي تعبث من تحت وطأة مصالح شخصية، فما حدث الأشهر الماضية خير دليل على أن من بجانب لوبيز لم يقرأوا المشهد بحس “إداري رياضي” سليم فالمباريات الودية القوية تلعب بتشكيل، بينما حين تأتي البطولة يتم استبعادهم ليحضر من لم يشاركوا أبدا, لماذا لم يقفوا أمامه “ماذا تريد”؟ أم أنها إرادة العبث من أجل مزيد من الإثارة والاحتقان في الوسط الرياضي!
عذرا لكن لا تفسير آخر سواه يتبادر إلى الذهن, من يملك السلطة والقرار لم يسأل المدرب! أم أن قناعاتهم المثلى تقول إن القوس في يد باريها الذي كان مستشاراً وأصبح المدرب الجهبذ فجأة ودون مقدمات، فهذا خطأ كبير ولا يغتفر، وبالتالي لماذا يوجد الفريق الإداري بجانب المدرب إذا, فيا ليت الغيب ينطق بلسان الحقيقة من الذي تسبب في هذا العقد الضخم لمدرب بقدرات محدود حتى بات التفكير في إلغاء عقده يستوجب وجل وخوف وزارة المالية من سلفة جديدة ومال مهدر جديد من المستفيد؟ نحن لا نشكك لكن الواقع يصرخ بنا افهموها وتأملوا كيف المغمور يصبح علماً في رأسه نار ويصنع فلسفة تدريبية تقسم الشارع الرياضي وتزيد من أصوات الرفض والتقريع داخله.
ومن جانب آخر لم يكن اتحاد كرة القدم المُنتخب موجوداً حين توالت وتراكمت الخسائر في الزمن السابق، فليس من الحكمة والعقل وضع أوزار تراكمات السنين العجاف على ظهره وإلباسه ثوبها، فتشكيل اللجان ومحاولة الإيهام بأنها بسبب أخطائه وتجاوزاته فيها تجن كبير على التجربة الأجمل في الوصول إلى الإدارة، والوصول إلى القيادة من صندوق الاقتراع، فلا نريد تشويه هذه التجربة ووصمها بالقصور، فمرحلة التعيين وفرض أسماء يتم تقديمها بأنها الأفضل والأقدر لم تعد تناسب الحراك الرياضي المشتعل، بل لابد من تفعيل الأنظمة وإقرار القوانين الواضحة وتفعيلها وعدم التدخل في عمل اللجان بالإيحاء أو الإسقاط, وترك المساحة الكافية لهذه التجربة كي تتبلور وتكتمل دورتها قبل إصدار الحكم العام عليها.
ولعل اللجنة التي أعلن عن تشكيلها كان أبرز مهامها استقطاب خبرات أجنبية من أجل فض النزاع والإشكال الحاصل في عدد من القضايا التطويرية داخل عمل اتحاد كرة القدم، ومن أهمها وضع نظام أساسي يسير عليه اتحاد اللعبة يعرف الجميع قوانينه ولوائحه، حتى يتم ضبط النظام وعدم الذهاب بعيدا في تفسيره وتمرير بنوده على البعض دون البعض الآخر، فمتى تم من خلال هذه اللجنة إقرار وتشكيل هذا القالب الرئيس الذي سيحتضن كل القوانين والأنظمة المتفرعة منه سنصل إلى الدرجة المرضي عنها من الاحتراف الإداري، الذي سيواكب الاحتراف المطبق على اللاعبين، الأمر الذي سيوجد منافسات رياضية، تتوافر فيها العدالة ويتيح تساوي الفرص حصر الصراع داخل الملعب فقط، وبالتالي يسقط ويغيب الكثير من الشحن والتناحر والأسباب التي تعين عليه والتي ظهرت من خلاله.
الخاتمة:
في كثير من الأحيان، خسارة معركة تعلمك كيف تربح الحرب.
*نقلا عن الاقتصادية السعودية