مقالات الكتاب

الله ينوّر

أعجبني مجلس الشورى وهو يناقش بما يشبه الاستجواب عمل وميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب. تنوعت مداخلات أعضاء المجلس بين قراءة في التقرير المالي، وانتقاد غياب بعض البرامج، والوضع القانوني للأندية والمؤسسات المنضوية تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

في الشأن القانوني قال أحد الأعضاء: هناك إشكالية في طبيعة الشخصية التي تتمتع بها الأندية ووضعها القانوني، هل هي حكومية تلزم الدولة بالإنفاق عليها، أم قطاع خاص وبالتالي تتم تغطية مصروفاتها عن طريق ما يسمى بالإعانات. المداخلة جاءت ردا على تساؤلات عن وقف المالية للإعانات أو تخفيضها بأمر سام. وأظن أن حسم الجدل سهل جدا لو كان أحد أعضاء لجنة الشباب والشؤون الاجتماعية يعرف تفاصيل الحركة الرياضية في البلاد.

توالت المداخلات، وأظهر أغلب الأعضاء عدم اقتناعهم بالمبررات المقدمة أمام الإخفاقات المتكررة لمنتخبات البلاد في كرة القدم، رافضين ربطها بضعف الدعم المالي، ومستشهدين بدول كثيرة نافست وتفوقت علينا بميزانيات أقل. معهم كل الحق لو قدم لنا أحد من أعضاء المجلس أرقاما عن ميزانيات قطر، أو اليابان، أو كوريا، أو أستراليا أو أي من منتخبات الدول العشر التي وصلت إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم.

.. لم يخل الحوار من المرور على مشاركة السعوديات المتوقعة في أولمبياد لندن على لسان العضو إحسان عبد الجواد الذي قال: تصريحات الرئيس العام لرعاية الشباب الأخيرة حول مشاركة المرأة في أولمبياد لندن المقبل. ليست واضحة، وموقف الرئاسة تماماً كمن يتقدم خطوة للأمام وأخرى للخلف. تساؤل منطقي توقعت أن يذيل بعبارة صورة مع التحية للجنة الإفتاء، وأخرى للمجتمع برمته حتى لا تبقى الأمور عائمة ويلقى الحمل بثقله على مؤسسة الرياضة فقط، فليست هي من منع ولن تكون هي من يسمح وحدها.

الحماسة بلغت ذروتها تحت القبة البرلمانية – إن جازت التسمية – عندما امتد الحديث إلى ميزانية الرئاسة ومرتب ريكارد، ولحظتها علق العضو الدكتور عبد الله المعطاني بقوله: تقرير الرئاسة يتحدث عن عقود الصيانة أكثر من الحديث عن الشباب. وهي المداخلة التي أتت كما أفهم دعما لما قبلها من المهندس محمد القويحص الذي طالب بتأييد وزارة المالية في رفضها لزيادة مخصصات الرئاسة، وأوضح: في ظل شكوى الأخيرة من ضعف الجانب المادي نجد أن لديها فائضاً في موازناتها المالية الأخيرة، فمثلاً لديها 29 مليون ريال فائض في موازنة 1431 هـ لم تُصرف، ولديها 13 مليون ريال في 1432هـ لم تصرف، فكيف تشكو الرئاسة – والحديث لا يزال للمهندس – ضعفا في الموارد المالية. ولم يكتف القويحص بهذه الدقة الكبيرة في الحسابات – لاعدمناها ولا عدمت قائلها وحرصه – بل أضاف: صرفت الرئاسة ما مجموعه 175 مليونا رواتب في عام 1432هـ، و35 مليون ريال كانتدابات لعام واحد، وتساءل المهندس: كيف صرفت بهذه الطريقة؟

شاهدت الجلسة تلفزيونيا، وقرأتها في أكثر من خمس صحف سعودية بمتعة واستشراف متفائل للمستقبل، وسمعت إلى جواري صوتا لا أعرفه ولا ينتمي لي ولست مسؤولا عنه، يقول بهمس مسموع: الله ينور يا أعضاء المجلس، لا حرم الله الوطن منكم وأمثالكم، بس من هي الوزارة القادمة التي ستناقشون كشوفها المالية بهاتين الدقة والحماسة اللتين وصلتا إلى رصد انتدابات الموظفين؟

من كان صاحب الصوت؟ لا أعرف، ولم أره، سمعته، وفي هذا الزمن أصبحنا نسمع ما يعجبنا وما لا يعجبنا.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اقول اترك مجلس الشورى وميزانية رعاية الشباب وعليك بالجل والمكياج والعطورات النسائيه وما باقي الا تهرج لبناني مثل مذيعات الاخبار الاقتصاديه بالعربيه ومن يشره عليك ما دام انك نصرررررررررراوي

  2. الله اكبر عقب الددسن وشعار النصر على الطبلون في شوارع منفوحه صرت تنتقد مجلس الشورى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى