المشجع الاتفاقي لا يقرأ

في الشهور القليلة الماضية كتبت عدة مقالات عن نادي الاتفاق. ثلاثة منها تشجيعا و تأييدا لهذا الفريق الذي لم يعط حقه من التغطية الإعلامية و لم يأخذ نصيبه مثل بقية الأبطال. و أما المقال الأول فقد كان قاسيا و منتقدا لنادي الاتفاق. و كان المقال مربوطا بموضوع العلاقات العامة الاتفاقية و إخفاقها المتكرر من التواصل مع أندية المنطقة الشرقية و كيفية جذب مشجعي تلك الأندية. و غضب كل من قرأ مقالي من مشجعي الاتفاق.
و لكن كان هناك أربعة من مشجعي نادي الاتفاق ممن عرفوا ما أقصد و انتبهوا لما بين السطور. و ذكرت بأن نادي الاتفاق لا يوجد لديه مشجعون بالعدد الذي يعكس ما حصل عليه من بطولات. و ذكرت بأن نادي الاتفاق لا يوجد لديه مكتب خاص بالعلاقات العامة التي تتواصل مع بقية فرق المنطقة الشرقية و خاصة أندية الأحساء مثل أندية هجر و الفتح و الروضة و العيون و الجيل. و ذكرت بأن نادي الاتفاق كان و منذ زمن عليه واجب التعامل مع بقية الأندية بأسلوب الأخ الأكبر. لأن مشجعي هذه الأندية وقفت مع نادي الاتفاق عندما كان يحصد البطولات المحلية و الإقليمية.
إن أكثر شيء مزعج في نادي الاتفاق أنهم يملكون عناصر رياضية و إدارة يحسدها عليهم الكثير من الأندية و قاعدة جماهيرية غير مرئية و كبيرة و مع ذلك لم يستطع نادي الاتفاق من استغلال هذه المميزات لكي يلعب بوتيرة واحدة تكون مليئة بالحماس و الجدية
الكل يعلم بأنه توجد مواسم يكون فيها الاحتكاك المشحون مع الأندية القريبة له تأثير على مزاج المشجعين. و لكن لماذا لم يستطع نادي الاتفاق من وضع خطط لجذب المشجع أو العضو الفعال. فنادي الاتفاق لديه مشجعون غير قليلين و لكن لا يعلم أنهم موجودون. فنادي الاتفاق مهما اختلف معه أي مشجع ناد آخر فإنه في نهاية المطاف يكن لنادي الاتفاق كل إعجاب و احترام. فنادي الاتفاق هو واجهة الرياضة في المنطقة الشرقية. و الحق يقال بأن جزءا من إعجاب الرياضيين بنادي الاتفاق هو وجود رجال مخلصين و يتمتعون بحس أدبي و ثقافي و رياضي. من أمثال الأستاذ عبد العزيز الدوسري و خليل الزياني.
و سؤالي الآن هو: لماذا لم يستمر نادي الاتفاق على نفس الوتيرة التي بدأوها في بداية دوري زين؟. و كذلك لماذا غضب مشجعو الاتفاق من مقالي و في نفس الوقت نسمع إدارة نادي الاتفاق و مشجعيهم يشتكون من قلة المشجعين و كذلك القول بأن لاعبي الاتفاق روحهم انهزامية و لديهم تهاون غير طبيعي. و هزمتهم فرق تتذيل قائمة دوري زين. و كذلك سمعنا عن العتب الإداري لمشجعي الاتفاق بعد هزيمتهم من النادي الأهلي و نادي التعاون. فهل أحدثت هذه الهزائم و ابتعادهم على المنافسة في دوري زين على إحداث فجوة بين اللاعبين و المشجعين و الإدارة؟
فهل سيحاول نادي الاتفاق من التعلم من الدروس لما حدث في السنوات الماضية ليعود لمنصات التتويج أم أنه سيضيع جهده فقط أمام فرق المنطقة و سيخسر النقاط أمام فرق أخرى متذيلة القائمة و لكنه لا يأخذها بجدية. و لذلك يجب على نادي الاتفاق و مشجعية قراءة ما بين السطور لأي كاتب ينتقد نادي الاتفاق لأن هناك كثيرا من الكتاب انتقدوا نادي الاتفاق لأنهم يحبونه. و أما كيفية قراءة المقال فهذا يرجع للمشجع الاتفاقي. و له الحق في تفسيره بأي أسلوب يريده.