مقالات الكتاب

حسن المستكاوي يكتب .. سنيور ميسى أهلا بك فى تشيلسى

•• إلى الذين يديرون شئون كرة القدم فى مصر تثاءبوا، فهذا حديث عن كرة القدم فى العالم الآخر.. نعم، وعاصمة هذا العالم هى إنجلترا والدورى الإنجليزى، الذى يستعد لإقامة مباريات. ففى ليلة الجمعة بدءا من عام 2016، وهم بصدد زيادة قيمة حقوق البث التليفزيونى إلى 7 بلايين جنيه إسترلينى فى ثلاث سنوات من 2016 إلى 2019 (حوالى 80 مليار جنيه مصرى).. والمصدر الأول لتلك الزيادة سيكون من بث مباريات الدورى فى دول العالم المختلفة، وذلك حسب تقرير نشرته ديلى ميل.. وزينته بصورة لجماهير تشيلسى فى الهند وتحديدا فى بومباى وهى تحتفل بفوز الفريق على هال سيتى.

•• هذه قصة طويلة ولها تفاصيل، لكن فى هذا العالم هناك عالم خفى لانراه، وهو عالم المصالح والتجارة. عالم تتوارى خلف ستائره شركات عملاقة تتحكم فى الصناعة، ومنها الشركات التى ترعى الفرق والنجوم، ولاسيما شركات الملابس العملاقة.. ولأن الدورى الإنجليزى هو الأقوى والأول فى العالم، بدأت تلك الشركات فى التفكير بالمستقبل والتخطيط له، ومنذ فترة تسربت أخبار عن عودة كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد، والآن هناك أخبار عن انتقال ليونيل ميسى إلى تشيلسى، ومع النجمين تنتقل المباراة الشهيرة بينهما حول لقب الأفضل. وهو صراع أو سباق تصنعه الشركات والجماهير. فالشركات العالمية تدرك أن الناس تحب أن تشهد هذا الصراع، والناس إن لم تجده فهى تصنعه..

•• حقق ميسى كل شىء فى برشلونة، فهو صاحب الرقم القياسى فى عدد أهداف الدورى الإسبانى، وهداف دورى أبطال أوروبا، وصاحب أكثر هات تريك، وعشرات الأرقام القياسية الأخرى. وسيكون هذا الموسم هو المرحلة الأخيرة والحاسمة فى الدورى الإسبانى. مزيد من الإضافات والأرقام التى لاتحطم.. وبذلك لن يجد ميسى أرضا جديدة يحتلها فى إسبانيا، وسيقف أمام أرقامه باكيا مثل الإسكندر الأكبر حين لم يجد أرضا يضيفها إلى إمبراطوريته؟!

•• من علامات اقتراب ساعة انتقال ميسى إلى الدورى الإنجليزى أنه شخصيا بدأ يتعلم الإنجليزية، وانه يفكر فى مستقبل ابنه تياجو ويرى أن الدراسة الإنجليزية أفضل لمستقبله، باعتبارها اللغة الأولى فى العالم. وأن انتقال ميسى إلى إنجلترا سيجعله يدخل فى تحديات جديدة وكبيرة. بالإضافة إلى أن صديقه فى مدرسة برشلونة لا ماسيا وهو فابريجاس يقنعه بالرحيل إلى إنجلترا، والأهم من هذا كله أن شركة الملابس الشهيرة أديداس مستعدة لتمويل صفقة انتقال ميسى إلى إنجلترا ليرتدى شعارها بدلا من شعار نايكى التى ترعى برشلونة. وهذا جزء من صراع الشركتين الكبيرتين فى صناعة الملابس الرياضية فى العالم..

•• هو عالم شطرنج، يحرك القطع بما يخدم أهدافه ومصالحه المالية، ولو ذهب رونالدو إلى الجزيرة البريطانية فسوف يطير خلفه أو معه ميسى، أظن ذلك، وإذا تحقق فسيكون الدورى الإنجليزى أكثر إثارة ومتعة وثراء.. ويبقى لنا من هذا العالم المزيد من التثاؤب، والاستناد إلى شمهورش وبطوط ومحظوظ.. يبقى لنا من هذا العالم لعب الطاولة «شيش بيش وسه يك و… والمحبوسة»؟!

نقلاً عن الشروق المصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى