رسالة لجماهير النصر

ارتبط اسمها بالوفاء والصبر، هجر فريقها البطولات لكنها لا تزال تحث خطاها خلفه وبكل قوة تعشقه بجنون ولها في عشقها فنون، شدوا رحالهم وراء المحبوب أينما حل يعزفون بلحن شجي سيمفونية حب كروي يرددونها بصوت الطيور، تغنوا ورددوا كلمات الحب حتى اهتز الحجر طرباً وأسمعوا من به صمم، قسوة الحبيب وشغف المحب نسجا قصة عشق مختلفة فالفريق يخسر والجماهيرية تزداد، الصغار شربوه مع الرضاعة فانبروا يدافعون بحمية وحماس مستمدين صوتهم القوي من آبائهم بغية الحفاظ على تاريخ فقد حاضره فغدا يتيماً، فلله درها من جماهير تتنفس برئة واحدة بينما الأخرى معطلة وتجلت صور نبل ومثالية هذه الجماهير في بيتين من الشعر كانا أصدق وصف لحالها:
وهو حاله مثل حالة غريق ما يعرف العوم
يبي شم النفس ويغوص ويقولون غطاسي
يموت بصمت تحت اسم الكرامة لا عتب لا لوم
مثل موت الشجر واقف جذع وعروق يباسي
فكأن الشاعر أراد أن يرسم بريشة حرفه الجميل صورة تنطق عن حالهم وما آلوا إليه فقد اكتووا بكل نار وتجرعوا كل مرارة ولم ينبري أحد من أعضاء مجلس إدارتهم أو أعضاء الشرف فيقول ها أنا ذا ويقدم لهم ما يوازي ذلك فقد تفرغوا للإعلام وتركوا السفينة تصارع الغرق تتقاذفها أمواج المحبين ومن ورائها أمواج المنافسين، وبقي المدرج الأصفر يتنفس ذكرى الزمن الجميل بروح الإصرار والعزيمة لا يريد أن ينكسر حتى وإن حنى ظهره لأحمال أوهنت غيره فخافوا من تبعاتها، إنهم يحلمون.. ويحلمون وما زالوا بغد أجمل يصافح الحاضر فيه الماضي بشموخ، لا يريدون أن يموت العشق ولا أن تغتال أمانيهم تحت طعنات أسنة الوهن الإداري والعجز المادي في حين فتحت المخارج الواحد بعده الثاني ليعبر من خلالها أعضاء شرفهم الفاعلين كي يكونوا داعمين ومؤثرين في أندية أخرى أو يتوارون عن الأنظار بحجة المساحة لا تسع الجميع، ويدخل منها من فقد فرصته في ناديه فيجد الباب مشرعاً أمامه لارتداء شعار أصبح رخيصاً بأفعال أهله، فعندما تبلغ خريف عمرك الرياضي وتريد إظهار مهاراتك القيادية فالأبواب مشرعة، وحين تريد استعادة نشاطك بعد إصابة رباط أو فقدان مركز فالأبواب مشرعة أيضاً لكي تمارس كل ما تريد متى أردت ورغبت.
نعم هذا هو حال فريقكم وسأكون استثناء في حديثي فلن أوجه كلماتي للإدارة، ولا لأعضاء الشرف، ولا للاعبين فقد كتبت قبل سنة من هذا التاريخ وفي هذه الزاوية وقلت ما أعتقده في الحراك الدائر فكانت نتيجته الوضع الصعب الذي يعانيه النصر في حاضره، فأنتم الهدف ولكم القصد بما أريد، قفوا مع ناديكم وأكملوا المسيرة واقرأوا التاريخ جيداً فليس بعد توالي المصاعب والمصائب إلا الفرج فالله لا يجمع على عبده المؤمن عسرين، ولا تصدقوا من يريد تخديركم أو أن يجعلكم عرضة لعبارات السخرية والاستهزاء فإن غابت البطولات فلا تغيب عقولكم وتسلموها لمن لا يريد لها سماع الحقيقة، فلا السحر أفسد العمل النموذجي ولا هو من غيب العيون وحجب الرؤية الفنية وقت التعاقدات الفاشلة، فكونوا في مدرجكم متنفساً ومعيناً ينهل منه الجيل القادم ليقولوا هنا موقف الصابرين وهنا ربط الرجال خيل العزيمة وقت الوهن، ومن هنا أتى النصر الجديد يمسح ويمحو صفحة حزن نسيها الفرح وارتسمت فيها الخيبة بكل قوتها تنادي للفشل مرحبا حييت فقد لقيت المنزل والكساء.