زمن البياعين..!!

قبل يومين طرحت سؤالا في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” حول الطرح السائد هذه الأيام في البرامج الرياضية الفضائية الحوارية وجاء السؤال بالطريقة التالية:
هل يعجبك مستوى الطرح السائد في معظم القنوات الرياضية الحوارية؟ وهل تتابعها؟
ولماذا تتابعها أو لا تتابعها؟
ولم استغرب حقيقة الإجابات التي بدرت من كثير من المتابعين والمغردين والتي تمحورت في معظمها حول رفضهم لذلك الطرح وتحسرهم على سنوات مضت كان فيها الضيوف يخضعون لحسابات ومقاييس قبل خروجهم للمشاهد، لكن الغريب حقاً هو إصرار معظم الإجابات على ضرورة احترام عقولهم وعدم التعدي على ذائقتهم بفرض ضيوف لا يرعوي أحدهم عن وصف جليسه في الاستديو بقلة الأدب أو يشبهه بالحشرة، أو ذلك الذي يخاطب مسؤولاً هاتفه البرنامج لإيضاح نقطة ما كما يخاطب أصغر ابنائه ويرفع صوته عليه وكل ذلك يحدث لأن المسؤول لم يقل “ونعم” حينما ذكر المذيع اسم الضيف.
ناهيك عن من يتهجم على الأندية وجماهيرها مرتدياً رداء فارس فوارس ناديه ومؤدياً دور البطولة لكسب جماهير فرقته حتى أنه وصف جماهير النادي المنافس ب”جماهير البروستد” في إسقاط غير واعٍ على طبقة كادحة في المجتمع.
وخلاصة ما توصلت إليه أن الخاسر الأكبر في الموسم الرياضي الحالي هو البرامج الرياضية والتي اتجهت لبياعي الإثارة على حساب الذوق العام ولم يدر في خلد من يشرف عليها أن الجمهور أصبح واعياً ويميز الغث من السمين ويعرف ما له وما عليه ولو جرب مسؤولي تلك القنوات ودخلوا على “اليوتيوب” أو “تويتر” بعد نهاية برامجهم المشوهة لأتخذوا بلا شك قراراً بإلغائها وتسريح البياعين الذين قدموا مصالحهم الشخصية على مهنتهم وعلى ذائقة المشاهد ليرتكبوا الحماقة تلو الأخرى وإن لم يثيبوا إلى رشدهم فإن المجتمع الرياضي سيلفظهم بلا شك في يوم ما .. وأتمنى صادقاً أن لا يظن بياعي الإثارة الرخيصة أن الأمور ستدوم بتلك الطريقة فالفوضى الحالية وسبات الرقيب وضعفه لن تدوم وسيأتي في يوم من الأيام من يوقف ذلك العبث ويبعدهم ليبقوا رهينة “اليوتيوب” يتابعون من خلاله بعد سنوات فداحة ما كانوا يقدمون عليه من مهازل وهبوط في الطرح.
** درجة الاحتقان التي يمر بها المدرجان الشبابي والأهلاوي تتطلب حرصاً مضاعفاً من الاتحاد السعودي لكرة القدم ومن رابطة دوري المحترفين السعودي ولا أظن أن من الحكمة بمكان تكليف حكم محلي لقيادتها.
أما على مستوى الإدارتين فأظن بأنهما الأقدر على تهدئة جماهيرهما وتشجيعهم على ضبط النفس فالإرهاصات تؤكد بأن شيء ما سيىء سيحدث مالم نتخذ الحذر جميعاً.