طموحنا بناء هجمة.. يا أخضر

إلى ماقبل بداية مواجهة الأخضر والعنابي بدقائق، كنت أمني نفسي بأن يفاجئ المدرب الأسباني “لوبيز كارو” كل المتابعين الرياضيين، وأن يكون صمته طوال الفترة الماضية تمهيداً لإعلانه بأن يكون الرد من الميدان كما نقول، لكن التخوفات كلها أصابت وظهر الأخضر بصورة محبطة .. مفكك الخطوط، ضعيف الترابط، متخوف وكأن لاعبيه يخوضون مواجهتهم الدولية الأولى.
لن أحتج على التشكيل فالمدرب أقرب من الجميع للاعبين، ولن يتغير الحال كثيراً سواء لعب فلان مكان علان، لأن التركيبة خاطئة من الأساس أثمرت عن غياب أو بناء هجمة حقيقة مثالية (من الدفاع مروراً بالوسط وانتهاء بالهجوم) فمال الإجتهاد كثيراً على أداء اللاعبين خاصة المتفاهمين منهم.
التغييرات التي أجراها “لوبيز” منتصف الشوط الثاني تدل على ضعف حيلة وتخوف، فلربما كان معجباً بخطة الروماني ريجي كامب مدرب فريق الهلال فطبقها بحذافيرها حتى بإخراج الزوري وإرجاع الفرج مكانه، وإشراك نواف العابد بجانب سالم الدوسري وأمامهما ناصر الشمراني وخلفهما كريري، فبدأ الأخضر يلعب باسلوب الهلال عدا تواجد الخيبري بدلاً عن بنتيلي، وتيسير الجاسم بدلاً عن نيفيز.
إن كنت ستعتمد على أفكار الفرق المحلية وتطبقها حتى بنفس التغييرات، فما هي جهودك المبذولة خلال الأشهر الماضية وتجميع اللاعبين لأيام الفيفا وخوض الوديات تلو الأخرى، أين هي شخصية المدرب التي كان يجب أن يفرضها هو ويبتكر فيها ويقنع المشاهدين بها، أي هي أوراقك الرابحة وعنصر المفاجأة التي تجهز به على خصمك في الشوط الثاني.
قد لا نحقق كأس الخليج أو نخسر في أدوار متقدمة، لكن علينا أن نتذكر أن البطولة القارية الكبرى ستكون على مقربة وحتى الآن منتخبنا غير قادر على إقناع المشاهد البسيط وليس الناقد، فلا يمكن أن نظهر بأداء أسوأ من الذي قدمناه بالأمس، وسيكون المسؤول والإعلام في مقدمة خجله وهو يدعو الحضور والدعم لمساندة الأخضر الأحد، فيما يلعب المنتخب بأداء باهت ضعيف، لا يجيد حتى لعب ضربة ركنية بطريقة صحيحة.
لا يمكن أن نطلب من “لوبيز” أكثر من إمكانياته، فطوال مشواره التدريبي تعد هذه البطولة هي أول بطولة يقود فيها منتخباً، فباستثناء تدريبه للمنتخب الأسباني – تحت 21 سنة – فكل مشواره كان مع أندية، وبالتالي خبرته في التعامل مع بطولة نفس قصير مثل بطولة كأس الخليج تعد قليلة، كل مانطلبه الآن ليس تحطيم الأرقام والانتصارات الكبرى، أملنا فقط أن نقدم كرة مقنعة حتى ولو نخسر، تتاح لنا فرص أمام المرمى وتضيع هجمات خطرة نتحسر عليها، لا أن نبقى معلقين باجتهاد تمريرة بينية من تيسير، أو توغل سريع من المولد .. أو انفرادة من الشمراني، طموحنا الآن – وياللأسف – أن نبني هجمة منظمة .. فليس هناك أسوأ مما كان .
نقلاً عن موقع العربية.نت