مقالات الكتاب

عموري من كوكب آخر

الأبيض الإماراتي في آسيا غير.

 لم يكن تفوقه على المستوى الجماعي فقط، بل سجل حضورا باهرا على المستوى العناصري الفردي بتوهج بعض نجومه كأسماء في الصف الأول، فهذا علي مبخوت الذي أحبه السعوديون كثيرا لتوقفه عن ممارسة الفرح عقب تسجيله في اليابان لرحيل الملك عبدالله – يرحمه الله -، يتصدر قائمة الهدافين، ولم تتوقف لغة الأبيض الإماراتي عند محطة الأرقام بالفوز بالمركز الثالث وتحقيق لقب الهداف، فقد أبهر عموري كل الآسيويين بفن ومهارة لا يتقنها إلا نجوم السامبا.

 الإبداع الإماراتي يستحق التوقف في محطته كثيرا، لا سيما وسط الإخفاق الكبير للمنتخبات العربية باستثناء العراق الذي أبلى بلاء حسنا في المعترك الآسيوي.

 لن أعرج كثيرا على المنتخب الأبيض، فقد أسهبت غير مرة في مدحه والإطراء عليه، لكنني مع الختام الآسيوي أحببت أن أركز على جانب مهم للاعب الخليجي الذي يمارس مع معشوقته كرة القدم نصف احتراف، ومع ذلك يسجل حضورا لافتا.

 ما فعله مبخوت وعموري في المحطة الآسيوية، تجعلنا نسلم أن الموهبة في الخليج حاضرة وبقوة لكنها تحتاج لقرارات جريئة، بالسماح لهم بخوض الاحتراف الخارجي الذي يبدو حتى الآن أقرب إلى الحلم الذي ظل عصيا على مواهب الخليج، مقارنة بتجربة اللاعب في المغرب العربي.

 أعرف أن هناك أسبابا عديدة لعدم تحقيق هذا الحلم ومنها البعد الجغرافي عن أوروبا، والأهم في المقارنة أن اللاعب الخليجي لا يدفعه رزق عيشه للاحتراف الخارجي لتوفر المادة في بلده، عكس لاعب المغرب العربي الذي يتعب كثيرا لتوفير لقمة العيش من جهة، أو تواجده أصلا في الدول الغربية من بلده لعامل هجرة أسرته.

 والخلاصة أن اللاعب الخليجي مهما علا مستواه في مناسبة ما، فإن تطوير تجربته محلك سر بحكم المستويات الفنية التي تقدم في منطقة الخليج مقارنة بالكرة الأوروبية، والحل الوحيد تشجيع ظاهرة الاحتراف الخارجي للخليجي كاستراتيجية مستقبلية بغض النظر عن حاجة اللاعب المادية، لأنها الطريق الوحيد الذي يضمن لنا منتخبات قوية، وتسجل لنا قفزة نوعية لنجوم منطقتنا.

 لقد حقق المنتخب الكويتي والسعودي من قبل كأس أسيا، ووصلت منتخبات الكويت والامارات والسعودية لنهائيات كأس العالم، ولكن كرتهم تراجعت بعد ذلك، والسبب هو وجود هذا البعبع الذي يسمى الاحتراف الخارجي الذي ظل عصيا على منطقتنا في الخليج.

*نقلا عن اليوم السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى