مقالات الكتاب

ماجد الخليفي يكتب .. مزايا التوقيت الشتوي

بعد أن أسدل الستار وانتهت جدلية الصيف والشتاء وتم تحديد التوقيت الشتوي لبطولة كأس العالم 2022 في نوفمبر – ديسمبر وإقامة المباراة النهائية في الثامن عشر من ديسمبر من العام المذكور، ثمة سؤال يطرح نفسه: ما جدوى التوقيت الشتوي وما هي انعكاساته السلبية والإيجابية؟.
وللإجابة على هذا السؤال، سأبدأ بالسلبية وهي فقط ما أكدته رابطة الأندية الأوروبية حيث كانت الصوت المعارض الوحيد الذي يزعم بأن التوقيت المذكور سيربك رزنامتهم وأنه ليس نموذجيا، غير أن ميشيل بلاتيني الذي أعيد انتخابه رئيسا للاتحاد الأوروبي للمرة الثالثة على التوالي لمدة أربع سنوات قادمة قد ألجمهم بتصريحه الذي قال فيه بأن إقامة البطولة في الشتاء ستكون أكثر منطقية وعقلانية في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشدة في فصل الصيف بقطر.
وماعدا ذلك فإن الفترة الشتوية هي الفترة المناسبة لأن المباريات ستقام في طقس جيد ومناخ رائع للجماهير واللاعبين والإداريين للاستمتاع بالمباريات وبما يسمى بـ«السياحة الرياضية» والاطلاع على معالم الدوحة وهي كثيرة. ويرى الكثير من الأطباء أن الطقس أفضل صحيا للاعبين والجماهير، كما أكد الكثير من الفنيين أن الحالة البدنية والفنية والذهنية للاعبين ستكون في ذروتها عكس إقامتها في الصيف عندما يشارك اللاعبون وهم منهكون بدنيا وفنيا وبعضهم ذهنيا بسبب خسائر الموسم الطويل وهي فرصة طيبة لكثير من المنتخبات لإبراز قدراتها الفنية المعروفة عنها.
وهذا ما أكده النجم الإنكليزي نيفيل لاعب منتخب إنكلترا ومانشستر يونايتد السابق حيث خالف الرأي الغالب في إنكلترا الذي يزعم أن بلدهم أكثر الدول تضررا من هذا التوقيت عندما صرح قائلا: «إن المنتخب الإنكليزي سيكون أول المستفيدين، إذ إنه ولأول مرة في تاريخ المونديال قد نحظى بمنتخب جاهز بدنياً ونفسيا للمونديال، وخلال فترة الشتاء سيكون كل نجوم إنكلترا في قمة نشاطهم وحيويتهم بخلاف ما سيكون حالهم في الصيف».
حتى المرشحان لانتخابات رئاسة الفيفا وهما البرتغالي لويس فيغو والهولندي مايكل فان براغ يؤيدان قطر ويؤكدان أن هذا التوقيت ليس فيه ضرر على المسابقة ومعهما رئيس الاتحاد الألماني السابق تيو تسفانيتسجر عضو المكتب التنفيذي للفيفا والذي ستنتهي عضويته أواخر مايو المقبل ليحل محله نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني الحالي، حيث كان قد هاجم تنظيم قطر للمونديال وعارض أي تغيير يحصل في توقيته إلا أنه عاد في المؤتمر الصحفي الأخير الذي حضرته في زيوريخ يوم الجمعة الماضي العشرين من مارس ليؤكد موافقته وتأييده لقرار الفيفا.
ويعتقد البعض أن الفيفا «مسك العصا من الوسط» سواء في التوقيت الذي لا يتعارض مع الألعاب الأولمبية الشتوية أو إنهاء المسابقة في 18 ديسمبر قبل أعياد الميلاد ورأس السنة وتعويضه للفرق التي لديها لاعبون مشاركون في كأس العالم بمبلغ (209) ملايين دولار وهو يشكل ثلاثة أضعاف ما تم منحه للبطولات التي قبلها، وأقصد نسختي البرازيل وجنوب افريقيا.. وبعد ذلك كله أرى أن الفيفا «مسك العصا» كاملة من خلال بلاتر الذي يمضي قدما في الدفاع عن إسناد تنظيم قطر لكأس العالم أو تغيير توقيتها، وأعتقد أن قوة قراراته سالفة الذكر جعلته أقوى مما كان عليه وزادت من رصيده وحظوظه في الترشح لولاية جديدة أخرى رغم كبر سنه وتعدد المرشحين المنافسين له.

*نقلا عن ستاد الدوحة القطرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى