مقالات الكتاب

محمد حامد يكتب .. ثلاث خطوات أخيرة

ثلاث مواجهات متبقية من دوري عبداللطيف جميل، ثلاث مواجهات وينتهي كل شيء، الانتظار.. الترقب.. الحلم.. التخمين.
فالبطولة تنحصر بين فريقين النصر صاحب الصدارة والمتفوق بنقطتين والمتقدم بخطوتين، وفي مشوار السباق خطوة واحدة تصنع الفرق، فهذه التفاصيل الصغيرة تُمثّل المسافة.
والأهلي الوصيف في المركز الثاني، يستمر بالملاحقة ويتمنّى تعثر البطل وتأخره وتفريطه في مباراة واحدة، وفي مشوار السباق عندما تكون في موقع تالي بعد المتصدر، فإن ركضك لا يمكن أن يتكفّل لك بالفوز، فمن الضروري أن تحظى بالمساعدة، ومن الغريب أن تضاف إلى قائمة الدعوات لنفسك دعوات تخص غيرك، دعوات موقتة، أمنيات غير قابلة للعيش طويلاً.
إنها فقط ضرورة الحلم وحسابات الوصول، وشكلٌ للتعايش مع الظرف الحالي.. الحالي بعيداً عن أن يكون القصد هو المذاق، لأن المرارة في كل فوز هي ما زالت من نصيب الأهلي إلى أن تحدث المفارقة الجميلة ويتصدر.
في الموسم الماضي عاش النصر التجربة ذاتها، كان في الصدارة، وهي الركن الثابت في معادلة التفوق، والمتغير هو الملاحق، ففي الموسم الماضي كان الهلال الغريم التقليدي والمنافس الأول، أكبر دافع للنصر في المواصلة، فلا شيء يعدل أن يكون خصمك الأول خلفك.. بعدك.. يطاردك ويحفّزك للركض قُدماً، فمن قال أن الخصم يعطّلنا كان يخدعنا بالتأكيد، ففي الواقع إنه السبب الوحيد في جعلنا نتفوق على ظنونا كافة.
في موسم فائت قبل ثلاث سنوات، عاش الأهلي تجربة الاقتراب والملاحقة، وكان الشباب في الصدارة، وكانت آخر جولة تجمع المركز الأول والثاني الشباب والأهلي، وعلى الأهلي أن يفوز ويكون البطل حينها، فالغصّة لم تتلاشى بعد، والحرقة لم تبرد، انتهت المباراة بالتعادل، والتعادل ولسوء الخيارات تنكّر بوجه الهزيمة.
اليوم الظروف تتشابه والمعطيات تتشابه والنتائج مختلفة، لأن من لذّة اللعبة أنها تحارب الملل، تسخر من التكرار، دائماً تستند على خزانة ضخمة من المفاجآت، فاليوم وليس معنى ذلك الآن المغزى هو الواقع، تجاوزاً نأخذ حزمة من الزمن ونختصره في دائرة صغيرة، في مجمل مقداره 270 دقيقة.. أربع ساعات ونصف.. الوقت الكلي المتبقي من اللعب وينكشف البطل.
لا يبدو وقتاً طويلاً على كل حال، ولكنه ثمين جداً.

نقلاً عن صحيفة الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى