مقالات الكتاب

#محمد_نجيب يكتب .. عاصفة الحزم

كان العالم أجمع يدور فيما مضى في فلك الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، إما أن تكون موالياً للشرق أو موالياً للغرب والحرب الباردة بينهما، إلى أن أتى يوم وتفكك الاتحاد السوفيتي إلى دويلات لا ترقى لمستوى الدول الكبرى وأصبح العالم تحت رحمة القطب الواحد قطب العم سام يأمر فيطاع، يحدد مَن مِن الدول دول الشر، ومن هو مقاتل الحرية، ومن هو الإرهابي بمقاييس وضعتها أمريكا وآمن بها الجميع مكرهاً.
وعلى مستوى الخليج كانت إيران والعراق كل منهما يبحث عن دور شرطي الخليج من خلال صراع استمر إلى أن غزت أمريكا العراق وقسمتها على أساس طائفي لتستفرد إيران بالدور الأكبر لمد نفوذها على المنطقة العربية إلى أن أتت (عاصفة الحزم) وقلبت الموازين وأصبحت وحدة دولنا صاحبة الكلمة العليا في تحديد مصير ومستقبل المنطقة.
ـ وفي كرة القدم كان حال النصر ولسنواتٍ طويلة حال الدول التي تدور في فلك القوى الكبرى على خارطة الكرة السعودية يشاهد تتويج الأبطال وهو ليس منهم رغم شعبيته وجماهيريته وتراثه التاريخي بمن صنعه من الرمز الكبير إلى جيل ماجد ومحيسن والهريفي وغيرهم ممن صنع تلك الأمجاد.
ـ ويأتي فيصل بن تركي ليحيي فترة الرمز ويبدأ بصناعة نصر جديد، ورغم كل الانتقادات والمصاعب التي واجهها استطاع أن يرتقي بالنصر لمصاف القوى الكبرى بالكرة السعودية ويصنع غد النصر بحاضره ويأتي بالفرحة التي عزت على جماهيره لفترة طويلة من الزمن فتشرق شمسه في سماء البطولات ويحتكر بطولة الدوري لموسمين متتاليين، ومن يعلم فما يفعله ابن تركي قد يحول الكرة السعودية لكرة القطب الواحد واللون الواحد ويترك المركز الثاني بطولة لبقية الفرق.
أعجبتني طريقة تهيئته النفسية لفريقه بعد العصبية التي رافقت الفريق في مباراة الخروج الآسيوي فما الذي فعله ليلعب مباراة الهلال بهدوء أعصاب أثار الإعجاب وحقق به ما يبحث عنه الفوز بالديربي والتحليق بالبطولة.
فيصل بن تركي أسعد رئيس نادٍ في العالم وهو يرى نتائج عمله كسب الدوري على مستوى الفريق الأول والشباب والناشئين شاركهم تمارينهم ووقف معهم بأوقات الخسارة قبل الفوز، تعامل معهم كأب وأخ وصديق فكسبهم قبل الظفر بالبطولات. النصر معه حاضره فرح ومستقبله شروق، فمن يضاهي فرحة الرجل بما يقدمه؟
ـ هناك سؤال يحير الجميع ماذا ينقص النادي الأهلي للفوز ببطولة الدوري؟ إدارة عملها يتحدث عنها وجماهير هم مجانين القلعة وفريق لم يخسر ولا مباراة واحدة. أعطني حظاً أعطيك بطولة.
ـ ودع ستيفن جيرارد الملاعب وغادر الأنفيلد بعد أن سجل في تاريخ ليفربول انتصاراته وانكساراته وسيذكر عشاق اللعبة موهبة تركت أقدامه بصمات لا تمحى من الذاكرة، وسيذكر التاريخ لحظة قيادته لفريقه لبطولة دوري الأبطال بعد أن قلب تخلفه أمام ميلان بثلاثية إلى فوز بضربات الترجيح، كما سيذكر انزلاقته الشهيرة أمام تشيلسي ليخسر ليفربول المباراة التي كلفتهم بطولة دوري كانت بمتناول الردز، ودع جيرارد الأنفيلد على وقع أنشودتهم الشهيرة “لن تمشي وحيدا”.
ولنا لقاء،،،

*نقلاً عن الرياضية السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى