مقالات الكتاب

نايف النويصر يكتب .. جازان والأحساء وبورنموث..!

كرمت أخيراً إدارة المنتخب السعودي الأول، القائد سعود كريري في ودية الأردن بعد إعلانه الاعتزال الدولي، وبعد أن شارك في 133 مباراة دولية مع «الأخضر».
مسيرة ابن منطقة جازان كانت مليئة بالإصرار والتحدي، فقد بدأ مشواره الكروي مع القادسية وأثبت كفاءته ما حدا بإدارة نادي الاتحاد إلى أن تقدم عرضاً مغرياً لحمل شعار فريقها، وهو ما تم فعلاً وسرعان ما أثبت كريري تلك الرؤية الثاقبة، إذ حقق مع «العميد» المركز الرابع في بطولة كأس العالم للأندية وقبلها دوري أبطال آسيا، لينتقل في محطة جديدة إلى صفوف الهلال في صفقة مباغتة كان فيها الحل الأمثل لشغر خانة المحور، ونال فيها وصافة دوري أبطال آسيا.
«صديق المدربين»، قضى 14 عاماً مع المنتخب السعودي حقق فيها كأس الخليج عام 2003 في الكويت ووصافة كأس آسيا عام 2007، وسجل سبعة أهداف ولم ينل أية بطاقة حمراء طوال مشاركته مع «الصقور الخُضر» على رغم أنه يلعب في مركز حساس ومطالب بأدوار دفاعية بحته، وربما يكون سعود كريري ضمن جيل لم يحقق للكرة السعودية ريادتها السابقة، ولكنه كان مثالاً يُحتذى به في الإخلاص والانضباط والأخلاق العالية.
وفي المواجهة الودية ذاتها، انضم قائد الأهلي تيسير الجاسم إلى نادي المئة، وهو الذي بدأ مسيرته الكروية مع نادي هجر ثم انتقل ليلعب في صفوف الأهلي، فلم يحتاج وقتاً طويلاً ليكون نجم الفريق الأول وقائده ومحققاً معه كأس الخليج للأندية وكأس ولي العهد في مناسبتين، وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وكأس الأمير فيصل بن فهد ووصافة دوري أبطال آسيا.
أما مع «الأخضر»، فمن المصادفة أن يشهد الملعب ذاته (إستاد الأمير محمد بن فهد) في الدمام مباراته الدولية الأولى أمام منتخب سيريلانكا عام 2004، لتكون باكورة مشاركاته مع المنتخب، إذ كانت أبرز إنجازاته هي وصافة كأس آسيا ومسجلاً 10 أهداف، فما يجمع بين ابني هجر والقادسية، هو حسن الخلق وثبات المستوى، فهما ميزتان قلما تجد من يجمعهما في الملاعب السعودية.
أمام «النشامى» خاض الشاب جمال باجندوح مباراته الدولية الأولى مع «الأخضر»، وهو اللاعب الذي يُعول عليه كثيراً في الحقبة الجديدة مع معتز هوساوي وإبراهيم غالب ويحيى الشهري وسلمان الفرج ونايف هزازي، وبقية الشبان.
ومن دون النظر إلى الرسم الاستراتيجي من الاتحاد السعودي لكرة القدم وتعيين الوطني فيصل البدين مدرباً «موقتاً» قبل أول معترك مهم بثلاثة أشهر، والفوز المعنوي الذي تحقق، فإننا نتطلع إلى تغيير جذري وتحسين في الصورة الذهنية التي تشكلت لدى الرياضيين عن المنتخب، فما بين كريري وتيسير وباجندوح قصص مختلفة.
من جازان إلى الأحساء إلى بورنموث الإنكليزية، تُظهر أنه لا يوجد قالب واحد ليتشكل اللاعب النجم، وأن الظروف القاسية أو المتاحة كلاهما قد يؤديان إلى نتيجة واحدة، وهي النجاح.

نقلا عن صحيفة الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى