هل على رأسنا ريشة ؟!

بعد الزيارة التي قام بها رئيس الاتحاد السعودي المؤقت أحمد عيد للاتحاد الدولي لكرة القدم واجتماعه بجوزيف بلاتر توقعنا أن يخرج بيان مفصل عن الاتحاد المؤقت يكشف فيه تفاصيل تلك الزيارة؛ احتراماً للوسط الرياضي باعتباره مكوناً رئيساً لاتحاد الكرة؛ خصوصاً وأنها الزيارة الأولى من نوعها في أعقاب الاستقالة التي تقدم بها الأمير نواف بن فيصل وأعضاء اتحاده.
ما يؤسف له أن كل ما خرج عن تلك الزيارة مجرد صورة جمعت عيد والمحامي ماجد قاروب إلى جانب بلاتر، ومعهم ثلاثة آخرون ذوو سحنات أوروبية لم نعرف عنهم شيئاً، بالإضافة إلى خبر مقتضب مفرّغ من أي مضمون، وهو ما لم يكن لائقاً بالحد الأدنى من المهنية التي يفترض على لجنة الإحصاء والإعلام باتحاد الكرة اتباعها؛ خصوصاً وأنها تتعاطى مع وسط إعلامي يتمتع بسقف رفيع من الشفافية، وبمدى بعيد من الحرية.
ليست الصورة السداسية التي بدت وكأنها لفريق كرة طائرة قد اصطف لالتقاطها قبل إحدى المباريات، ولا الخبر المفرّغ من أي مضمون هو ما كان لافتاً في أعقاب الزيارة التي يفترض بها أن تكون تاريخية، وإنما في غياب أي عضو من أعضاء الاتحاد المؤقت، وأعني الأعضاء المنتخبين، وهذا دليل آخر على حالة التهميش التي كانوا ومازالوا يعيشونها.
هذه الزيارة ومعها الاجتماعات التشاورية التي يعقدها رئيس اللجنة العامة لانتخابات اتحاد الكرة السعودي الدكتور ماجد قاروب مع مكونات الجمعية العمومية للانتخابات المقبلة تتم بطريقة التفافية واضحة على الوسط الرياضي، وكل ما ينتج عنها لا يزيد الصورة إلا ضبابية، ولا يضيف لها إلا مزيداً من التشويش، وإلا فإن السؤال الأهم المطروح حالياً والذي لم نجد الإجابة عليه، هو هل ستكون الانتخابات المنتظرة لاتحاد الكرة كاملة أم جزئية، وإن كانت جزئية فكم نسبة التعيين من مجموع الأعضاء، وأي المناصب فيه بالتعيين وأيها بالانتخاب؟!
تلك الأسئلة ظل المعنيون بالأمر يتهربون من الإجابة عليها في كل مرة، حتى الدكتور قاروب مستشار الاتحاد السعودي في حواره الفضائي الأخير ظل يتحدث بعبارات مبهمة، وجمل إنشائية، وأجوبة لا علاقة لها بالموضوع مع كل سؤال يطرح عليه بهذا الخصوص، بطريقة مستفزة للمتلقي الذي تسمر للحصول على الجواب الشافي.
حدث كل ذلك على الرغم من أن الأخبار التي تتسرب من داخل بيت الكرة العالمية في زيورخ تشير إلى أن بلاتر يضغط باتجاه إقامة الانتخابات كاملة بعد انتفاء كل مسببات اجتزائها، والتي برر اللجوء إليها بطريقة مؤسفة قبل ذلك الدكتور صالح بن ناصر بعد زيارته ل(الفيفا) في سبتمبر الماضي حينما سعى والفريق الذي رافقه في تلك الزيارة إلى انتزاع موافقة من بلاتر كي تكون الانتخابات جزئية أيضا بنسبة 25 في المئة، وقد كشف في ذلك الحين بأنه قد جاء بالنصر المؤزر من زيورخ.
هذا الحراك القوي الذي يتم الآن من أجل اجتزاء الانتخابات المقبلة فيه إساءة للنخب الرياضية بكافة شرائحها؛ خصوصاً مع ضعف المبررات، وهدفه الواضح هو إبقاء اتحاد الكرة تحت الوصاية، إذ بمجرد دخول 25 في المئة كمعينين فمعنى ذلك اختطاف أهم المقاعد فيه كمقعد الرئيس، والنائب والأمين العام، وربما أمين الصندوق كذلك، وهي المناصب السيادية فيه، وإذا ما تم ذلك بمرأى ومسمع السيد بلاتر فسنسأل أنفسنا في كل مرة: هل على رأسنا ريشة؟!